شهدت الأيام الأخيرة جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران عقب تداول مقاطع مصوّرة تُظهر عشرات السيارات الفارهة القادمة من العراق وهي تجوب الطرق الساحلية والغابات في شمال البلاد، خاصة في محافظتي مازندران وجيلان.
ووفقاً لما أفادت به تقارير وشهود عيان، تُظهر المقاطع سيارات أمريكية الصنع من طرازات فخمة مثل شيفروليه، جي إم سي، كاديلاك ولاندكروزر، تحمل لوحات عراقية وأعلاماً وطنية.
وأشار شهود العيان إلى أن بعض السائقين كانوا يشغّلون موسيقى عربية بصوت مرتفع أثناء مرورهم على الطرق السياحية المزدحمة.تباينت ردود فعل الإيرانيين بين الإعجاب والانتقاد. فبينما اعتبر البعض الظاهرة مؤشراً على انتعاش السياحة العراقية في إيران وزيادة حجم الإنفاق السياحي، عبّر آخرون عن استيائهم من التفاوت الطبقي الواضح قائلين إن “الإيراني العادي لم يعد قادراً على شراء سيارة محلية، بينما تتحول الطرق الإيرانية إلى ساحة لاستعراض السيارات الفاخرة”.
ويرى محللون أن هذه الظاهرة تحمل أبعاداً اجتماعية وثقافية تتجاوز الجانب السياحي. فشمال إيران، الذي يُعد وجهة مفضلة للعراقيين، يشهد تزايداً ملحوظاً في الاستثمارات والإنفاق السياحي العربي، ما يعكس تحسّن العلاقات الاقتصادية، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن تفاوت اقتصادي متصاعد بين الزائر والمجتمع المحلي

